1
إن لغة
العقل والحق والإنصاف وكل العلوم العملية الحقة وحدها المقوي الفعال لكل مذهبية ولو كانت قاصرة
...فنحن كإسلاميين قلنا : نحن هاهنا : بنجاح..
لكن لم نفلح لحد الآن في قول : هذا بديلنا ، لا وطنيا ولا عالميا ..
بل ولا زلنا فاشلين على أن نقدم ولو مسودة مشروع حضاري كامل ، في الوقت الذي يتفنن الأعداء في توجيه عالمنا أنى شاؤوا.. وكيفما شاؤوا ..وإلى حيثما شاؤوا..
وذلك لأنه ورغم إمتلاكهم للطاقات العسكرية والإقتصادية والسياسية فإن قوتهم الكبرى في قراءاتهم العلمية الميدانية ، ولكل الحقائق ، وبكل واقعية ، بل وبتخطيط محكم ووعي كبير بكل الهوامش.
2
فلغة الحقائق هي لغة المستقبل ، ودون علوم واجتهادات عميقة سيظـل الأعداء دوما يكيلون لنا ما يشاؤون ، وكما تملي مصالحهم الراكعة أمام حاخامات بني صهيون..
ولاإشعاع لنا أمامهم دون لغة الفهم العميق لإشكاليتنا الحضارية بكل تدافع ..
بل ولا مكان لحضارتنا البديلة إلا بلسان العلوم الحقة كلها ، كما يملي فعل : إقرأ :
كأول كلمة نزلت إمامة لكل آيات القرآن الحكيم ...
فالقراءة بإخلاص هي إمامة كل علوم الإسلام ..
ولغة العلوم العملية هي ميداننا الفسيح على المدى الأبعد ، إن هدانا الله تعالى لرشاده سبحانه ..
3
فعلومنا الإسلامية وبشتى أنواعها هي الأساس والمفتاح ، وإلا فلابديل :فالإسلام دين الفكر والتفكر.. والفقه والتفقه ..والعلم والتعلم ، والحكمة الربانية لا الخرافات والكهانات والتعاويذ والطلاسم ، والإندفاعات المتهورة ..والتنطع والرجعية الناسفان لكل حضارتنا اليوم بتموقفاتها الشعاراتية وإرتجلاتها ، دون برامج تعليمية في مستوى علوم الإسلام التجديدية وكل العلوم الحقة ..
فلقد قامت بحوث جادة تقارن بين العديد من آيات القرآن الكريم ومجال علومها، فكانت النتيجة إعتراف العديد من كبار العلماء والباحثين بالإسلام كدين حق لايمكن أن يفوه بقرآنه مخلوق، بل ولا يمكن أن يوحى به إلا لرسول حق وصادق وأمين صلى الله عليه وسلم ...
وذلك لتناسق كل إسلامنا مع كل العلوم الحقة..
وفي كل كلياتها وشتى فروعنا وجزئياتها.
4
فالإسلام دين المنطق السليم والعلوم الحقة والفطرة السليمة التي لامكان للخرافات ولا للأساطير ولا لللامعقول موضع بين علومها ..
عكس كل الديانات الأخرى التي أدت دراستها للامعقولية ودجل كتبها، بل وإنحراف معتنقيها على المنطـق العادي والفكر السليم ...
مما يزيد للقرآن الكريم البرهان العلمي لنقد كل الضلالات ..
ولتبقى كل آياته الكريمة يقينيات بل وعلوم حقة إن أردنا تنزيلها مستقبلا..
فلقد كانت نتيجة هاته المقارنات الكبرى دجل كل الكتب المحرفة ..
ولهذا فإن كنا نومن اليوم بالحوار بين الأديان ، فمن أجل الدعوة للحق لا من أجل إقرار بواطل الديانات الضالة والمغلوطة والمحرفة.. وكل فلسفاتها ..
فقد تأكدت لاعلمية التوراة والإنجيل المحرفان : بالتلمود والأناجيل الموضوعة وكذا كل كتب الديانات الوضعية :
ومن الصابئة حتى البودية وكل الفكر الكهنوتي .
بل وتأكد علميا بأن الإسلام وحده الحق ..
وما بعد الحق الإسلامي دينيا إلا الضلال المبين..
5
فعلمية الإسلام إذن هي الأداة المثلى لبناء المذهبية الإسلامية بكل ترزن وبكل عقلنة وبكل حكمة ..
ولكن وبكل تدرج ..
وبكل بيان وبرهان وعرفان..
مما يفسح أبواب كل الثقافات الإنسانية أمام الإسلام الذي يدعو قرآنه الكريم لهذا الحوار المعرفي بكل أدب وبكل حكمة :
ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن العنكبوت 46
أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي أحسن :النحل 152
مما يعني التفتح على كل العلوم العملية في تدافعنا الإسلامي هذا.
التفتح الذي لن يكون حقا إسلاميا وحقا حضاريا إذا لم يكن علميا وعمليا...
بل ومنسقا بين كل المعارف والعلوم الرشيدة .
6
وليبقى أمام علماء المسلمين التبحر في كل علوم العصر لتوظيفها في نهضة شاملة بعد القبول ببرهان أو التفنيد بحجة أو الرفض بدليل ..
وهذا باب من أبواب الجهاد الحضاري الذي يدعو له تيار : أسلمة العلوم ، أو إسلامية المعرفة :
وهو باب كبير للجهاد العلمي ، حيث نربط القرآن الكريم بكل الحقائق العلمية العملية لا النظريات التي لم تكتمل بعد علميتها ..
فالعلمية العملية الحقة هي البلسم الشافي لكل الأديان إن قبلت الحوار علميا لا سياسيا..
7
فالإسلام لن يسكن الهياكل والطقوس الجافة ، ولا التقاليد والمواقف الجامدة كما يدعو لذلك العديد منا عن سوء أو حسن نية ، والذين يأبون القبول بأن لمستويات الفهم تعدد وتنوع ودرجات ، ولا يقبلون إلا فهمهم مهما كان وضيعا ..
وعادة لايقبل هاته الآفاق إلا من كان له مستوى لابأس به لغة وعلما وفقها ..
والراسخون في العلم وحدهم القادرون على لم « شتات » الفهومات التي يأبى المتصلبون على رأيهم إلا تكريسه بكل فرقة .. ودون أي فرقان ..
بل والغريب أن الفهم كلما غبن كلما أقصى الآخرين ..
8
في حين أن المستوى الأعلى هو إسقاط الوحي
كتابا وسنة على كل المعارف في نسقية علمية قرآنية سنية وسننية كما كل الكون ..وليس هذا بطوباوية بل هي الحقيقة العليا التي فصلها العديد من أهل الفقه والفكر والعرفان في الإسلام . ...
وهي ميزة من ميزات الإسلام وحده.
فهزيمتنا الكبرى إذن علمية وعملية..
والنهضة العلمية العملية وحدها صارت مركز قومتنا ، وإلا فلا مستقبل يرجى منا كمسلمين ..
و خصوصا ونحن نعيش فترة حكم الإسلاميين دون إسلام سياسي حق ولا شريعة حقا شرعية...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق