الجمعة، 30 نوفمبر 2012

ثالثا: إشكالية توازناتنا:

1
إن تقمص دورنا العالمي العادل كأمة فضيلة وخير وحق يجب أن يكون من مسلمات جهادنا الحضاري،  ودون سعي للعلو على الآخرين.. 
 فرحمة الله لا تصل لمن يسعى للعلو والفساد في الأرض، ويخطط لاغتصاب ثروات الأمم الأخرى مهما كان دينها ..كما يفعلون ضدنا وللأسف..
فلتأبط مسؤولية العدالة الوطنية والعدالة الدولية في القرآن الكريم نصوص صريحة لنا كأفراد وكأمة .. 

وإلا ستبقى هاته النصوص معطلة ككل آيات الشريعة الأخرى وأحاديثها..
وليس هذا بالعسير على قدرات أمة تتوسط العالم حتى جغرافيا ..

هذه الوسطية التي تملي الرزانة وعدم الغلو والتطرف أو التهور .. 
كما تملى الإعتدال والإنضباط وكل مصطـلحات الحكمة.. 
بل وتأمر بكل التوازنات ، وفي كل المجالات ، وعلى كل الواجهات.. 
2
مما يوجب سلوك التوازن المادي الروحي الذي يتميز به الإسلام عن باقي الديانات .. 
ويا ليت أولياء أمورنا يفقهون هذا التوازن الذي والله لهو في صالحهم أولا ، وقبل شعوبهم .. 
ودنيا وبرزخا وآخرة.
التوازن الذي يعد من الكنوز الكبرى لإسلامنا الذي ندعوا الله ألا يحرم منه الإنسانية مستقبلا  ونحن نتأسف اليوم على الشره المادي الذي طال مجتمعاتنا لحد تكهن العديد منا لتعاليم السماء ..
ومنا من تبنى بكل تعقد شعار الشيوعية :  لاإله والحياة مادة  .. 
ومنا من إلهه مصلحته فقط ، حتى صار يومن جهارا بمبدإ الإمبريالية المتوحشة :  
البقاء للأصلح .والغاية تبرر الوسيلة.. 
ولهاته الشعارات ما لها من تدمير للعقيدة شيوعيا ، ومن شيطـنة للمعاملات ليبراليا ..
مما يلزمنا بتربية فكرية وأخلاقية عميقة ومتدافعة لإنقاد شبابنا من هذا الشره الذي أصبح يمليه الواقع، وإلا سيبقى  نداؤنا  لكل مذهبية الإسلام هراء ..........................
3
بل وماذا سيفيدنا تطـبيق حدود الشريعة على مجتمعات كلها فساد ونفاق ؟ 
فتحقيق ظروف الشورى الإسلامية تلزم بالعمل على تحقيق ظروف الشريعة أولا: 
والتي تبدأ بإعطاء الحقوق قبل المناداة بالواجبات حكما ، كما تلزم بالقيام بالواجبات قبل المناداة بالحقوق قاعدة ...
بل وتلزمنا بتخليق الساسة أولا قبل تخليقهم للشعوب..
4

فأخلاقنا الإسلامية قادرة لوحدها على إسعاد المجتمعات ولو في أحلك الأزمات .. وروحانية الأمة كنز لم يوظف اليوم على الأقل كتوظيف اليهود للأرواح الخبيثة ، لحد ربط طقوس سحرهم بالكواكب والنجوم ، واستخدامهم للشياطين في كل فكرهم الكهنوتي ... بل ولا يبرم كهتنهم أمرا إلا بعد مشاوراتهم الشركية وإبليس..
فالعقل الأكبر لكل المخططات الصهيوماسونية إذن ومباشرة هو الشيطان الأكبر : إبليس لعنات الله التامات عليه..
بينما الإسلام فدين كل التوازنات ، وحكمه دوما حكم كل الموازنات : 

ومتى تخلى الحاكم عن التوازنات المعنوية وعن الموازنات المادية لشعبه تخلى عن أهم ركن من أركان إستقراره .. 
كما أن تخلي أي مسلم عن هاته التوازنات يعد ضعفا في همته ، وفي كل إيمانه.
5

فالإسلام دين التوازن والوسطية والإعتدال:
فلا سعادة لنا في سيطرة الماديات ، ولا في سيطرة الروحانيات ..
 بل في توازنهما معا ..
وبتماسك حكيم ..
وتلك من أوصاف جنة الدنيا قبل كل نعيم الآخرة غفرانك اللهم ..
فأخي المومن
إن غلبت في أن تساهم في إصلاح مجتمعك ،
فلا تغلبن في السعي لتوازناتك وموازناتك الشخصية
فبهذا وبهذا وحده : يكون عليك كل المعول. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق