1
لقد وجب علينا التفكير في تنظير عالمي يساند جهود قممنا العربية والإسلامية :
لإثبات كرامة كل الإنسانية إسلاميا:
مما يعني النزول للأنسنة بكل الإسلام..
ولن يتم هذا دون عقلنة ودون هندسة لكل حركياتنا ..
لعلنا نئد الفوضى التي أصبحنا نلمسها في
الحقل الإسلامي أولا..
ثم لعلنا نئد الإنفصام الخطير الواقع اليوم :
بين الحركات
الإصلاحية وبين حكوماتنا ومعظم مؤسساتنا .
وبكل تمييز:
بين الإصلاح الداخلي والتدافع الخارجي :الموجبان معا للقدرة والحكمة..... .
فالحروب اليوم حروب سياسية بل وحضارية ضارية..
2
وأي بناء تجديدي يلح ـ بعد تجسيد إشكالياته ـ على إيجاد وسائل أهدافه ،مما يستدعي الحركة بهاته الوسائل لتحقيق المطلوب، ومهما كانت العراقيل والعقبات..
الأمور التي تلزمنا كمسلمين بالعزم على النهوض عمليا بأمتنا..
وتقديم الوجه الحضاري لديننا..
قبل الدعوة لكل معالي هذا الدين الحنيف كاملا
وبكل مراميه..
وحتى لا نسجن القرآن الكريم في حدود الشريعة فقط..
أو ننفي الشريعة باسم أو بآخر .
3
مما يوجب أولا تفعيل تنظيراتنا الإصلاحية على الواقع لا المزيد من تراكماتها
كثقافة سجينة .. فقد أنجب القرآن ملايين الكتب القيمة والضابطة لكل أنفاس المسلم ، وللحياة الإنسانية كلها ..
ولكن تفعيلها يقتضي أمورا أولية وعديدة منها :
ــ إتخاذ القرآن الكريم أساسا وأرضا وسماء لكل مشروعنا الحضاري المستقبلي
ــ تنزيل الفكر الإسلامي من الجانب النظري إلى بنود عملية
ــ أسلمة العلمانية عبر ربط كل إيجابياتها بالإسلام..
-- فرض الحق الإلهي تدريجيا في التشريع
مما يستدعي مؤسسة إن لم نقل مؤسسات عالية للم هذا الشتات الذي أصبح :
« كمزبلة من ذهب »
4
كما يلزمنا بموائد عمل بين أولي الكفاءات منا للقيام بهذا بعيدا عن الصراع السياسي والساسة... لعل الحلول تكون حقا مثمرة وموضوعية.
مما يعطي للمجتمع المدني الإسلامي أدوارا تفوق أدوار الأحزاب السياسية بل والوزارات نفسها.
وهاته البنود كافية لانطلاق كل سلامنا الحضاري بحول الله تعالى...وبكل تدافع .
5
وحتى
نساهم كمدرسة في هذا تبنينا النداء : بتأسيس مدرسة فكرية إصلاحية عملية إنطلاقا من كل المشاريع الإسلامية الراشدة ، لعلنا تثمر كل مشروعنا الحضاري البديل علميا وميدانيا .. كما هي مسوداتنا هاته ..ولا ريب في أن أنوار الإسلام ستمحوا كل ظلمات الوبال الذي يغشى العالم اليوم، إن كنا صادقين وكنا في مستوى هذا التدافع المقدس..
فليس ذلك بعزيز على أتباع نبي قال عنه حتى أعداؤه :
لو كان محمد
ص حيا لحل كل مشاكل العالم وهو يحتسي فنجان قهوة :
وهذا لوضاءة الإسلام
أولا وأخيرا كما قال الدكتور المهدي لمنجرة :
لاتظنوا بأن المسلمين هم
الذين ينشرون الإسلام
بل الإسلام هو الذي ينشر نفسه بتعاليمه السمحاء :
6
هاته التعاليم التي تشمل كل علاقات الوجود :
ومن علاقة الإنسان بربه..
إلى
علاقته بنفسه وكل الناس..
فعلاقته بكل المجتمع فكل الكون ..
فما من موضوع
إنساني إلا وللإسلام فيه حكمة.
وفضاء
الفكر الإسلامي ينطلق من الثرى حتى عرش الرحمان ..
وتعاليم رسولنا تعد أسلوب حياة شامل وكامل لكل الناس ، فلقد حدثنا صلوات الله عليه من معراجه لسدرة المنتهى حتى دخول الخلاء ..
مما يجعلنا عاجزين على الإلمام بكل خفايا القرآن الكريم ، الذي يتجدد تفسيره مع تطور كل العلوم الإنسانية .
ومما جعل أمتنا
تملك كل أسس الصمود رغم كثرة المعاول الهدامة..
الأمور التي توجب دراسة القرآن الكريم بكل إشكاليات العصر والمستقبل..
7
فكيف نعيد مجد أمتنا باسم الله الرحمان الرحيم إذن ونسعى لتكريم الإنسانية جمعاء باسم مقدساتنا؟
وكيف نتعبد كأمة ونطيع الله سبحانه في قوله تعالى:وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون ؟ المومنون 52
وكيف نزيل لغم قصور القومة الأصولية وتوجيهها عالميا؟
وكيف نفهم القاصرين منا على احترام الإختلاف ؟..
وعلى محاولة قبول الآخر مهما كانت حركته ؟؟
وكيف نرقى بفهمنا لمفهوم الدين؟
وكيف نتحرر من الذاتية باسم المقدس ؟
وكيف نسعى لقومة أخلاقية علمية حقة وعالمية ؟
وكيف نحقق ربانيتا باسم العمل الإسلامي ؟
وكيف نرفع من مستوى المأسورين في الخطاب الفقهي فقط؟
وكيف نعيد للفكر الإسلامي دوره البناء في إقلاعنا الحضاري؟
وكيف نعود لشريعة الله تعالى العادلة حكما ومعاملة بكل رحمة وبكل تدرج؟
وكيف يكون جهادناـ سلامناـ حقا حضاريا؟
وكيف ؟ وكيف...؟؟؟ ..وتتتالى تساؤلاتنا....
والجواب : »كتاب وسنة » ..
لكن بأي فهم؟؟وبأي تجديد؟
8
وجوابنا: إثارة الإشكال في إطار مذهبيتنا
الإسلامية ....لا الجواب بمشروع كامل ..
ولن ننجح إلا إذا إحتضنت جوابنا هذا المؤسسات الرسمية قبل المدنية ..
فلا بد من
مؤسسات علمية لتفعيل كل المذهبية القرآنية السنية لا تدريسها فقط،وإلا فإن القومة الأصولية ستحمل في أحشائها قنابل
الفتن لحد الحروب الأهلية بيننا كما تنبأنا قبل الخريف العربي ..ولن تزيد الإسلاموية والعلموية والتسلفية إلا تفوقا على المذهبية الإسلامية الحقة وعلى كل الحركيات العلمية الحكيمة..
وذاك مبتغى كل أعدائنا.
9
فأمراضنا
إذن متعددة بل ومعد ية ..لكنها ليست بالقاتلة ..
رغم أن إصاباتها تمس الهيئات الرسمية
كما تمس كل المواطـنين ..
وبما في ذلك الحركات والجماعات الإسلامية :
فهل
إسلاميتنا إسلامية؟؟؟
وهل السياسة وحدها الدواء؟
وهل أولوا الأمر وحدهم
المسؤولون؟....وو..و...
ثم ماذا عن خصائص حركيتنا الإسلامية عالميا؟؟؟ :
بكل إيجاز :
إنها خصائص كل إسلامنا الحنيف :ودون أي تجزيء..
10
فقطيعتنا الحضارية إذن مجسدة في إشكاليات عميقة ومعقدة ..
ولها أسباب فردية وجماعية وداخلية وخارجية ...:
ومن
الأسباب الذاتية وللأسف بعدنا عن حقيقة هويتنا المتمثلة في العروبة
والإسلام لحد كفرنا بالقرآن الكريم ككتاب علوم وإصلاح وحضارة ، ثم تنكرنا
للغتنا العربية لحد تهافتنا على تقليد لغة الغير التي حملت لنا كل الإستلاب ..فنحن وللأسف لم نرق بعد حتى إلى الغرب في عصوره الوسطى :حيث ترجم العلوم العربية والعالمية إلى لغاته ..
ولا إلى التجربة اليابانية الناجحة والصينية والروسية وغيرها ، المعتمدة على الطاقات البشرية أولا..
11
فيجب إذن أن نقوم بعملية تدافع لا إستلاب وإلا
فلا مقعد للعرب ولا للعربية مستقبلا في ميادين كل العلوم ..كما أنه من الواجب علينا :العمل على تفعيل قرآننا عمليا وبكل علمية وسنية وتدرج.
فلقد آن أن يكون بديلنا سميكا وإلا فسنزداد استلابا وتخلفا وتبعية وتنكرا لكل مبادئنا وقيمنا وكل هويتنا مهما حققنا من مكاسب إقتصادية ...
فالحفاظ على الهوية إنما هو حفاظ على أهم ركن
حضاري لنا ...
بل وحفاظ على كل الذات وكل الأهل وكل الأوطان وكل الأمة ..
ودونها الهدم كله وهدم الكل.
12
فالإصلاح هو الحفاظ أولا على الهوية وإلا فلا إصلاح.
وهذه هي الطامة الكبرى ، والتي لم نسقط بها اعتباطا بل كانت نتيجة خطط مدروسة لا زالت تقود كل
العالم الإسلامي نحو كل الأزمات وكل الويلات....
ولا مستقبل إلا:
ـ بتقديس ثوابت هويتها المتمثلة في العروبة والإسلام .
ـ وبالوعي بوجوب التكثل إسلاميا وعربيا بمنهج المقدس .
ـ بوالوعي بوجوب نهضة علمية وأخلاقية لنبني ونجدد عقل وقلب الإنسان المسلم.. وباجتهادات ذاتية لا مستوردة.
13
فإشكالياتنا الحضارية مركبة من كل المشكلات التي يمكن أن تخطر على عقول المصلحين ..
لكن كل أسسها موجزة في:
الإستلاب الثقافي والعلمي والميوعة الأخلاقية..
ثم آفة الفقر
التي يتسبب فيها :
سوء التسيير وظلم التوزيع لا قلة الثروات ..
وبهذا
نجد أنفسنا أمام معضلة تنظيرية أولية..
وأمام سؤالين كبيرين:
ماهي العلوم البديلة لنا
كمسلمين لنحرر هويتنا من الإستلاب؟
وما هو مشروعنا الحضاري لننقد أنفسنا
وبالتالي كل الإنسانية من هذا الدمار القيمي ؟
ومن كل هذا كان سبقنا ولله الحمد إلى:
« الفقه الحركي » الذي نحاول أن نقعد لبعض خصائصه بعد أن قعدنا إجمالا لبعض إشكالياته : ففشل كل الإسلامويين كان بسبب سعيهم للبناء الإصلاحي دون هندسات مسبقة ، كما هو موضوع فقهنا هذا..
كفقه كبير من فقهنا للسلام الإسلامي..
توفيقك اللهم.
و: إن الله لا يغير ما بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم الرعد 11
صدق الله العظيم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق