الجمعة، 30 نوفمبر 2012

خامسا: إشكالية وحدتنا:

1
الوحدة..الشريعة..العدالة..الحق ..الخير..الشورى ..
وبعدها كل التوازنات الإسلامية ..:
 لهاته الغايات أو لبعضها قامت العديد من الجماعات والحركات الإسلامية مبدئيا.. لكننا لازلنا نعاني من عراقيل فهمها وعوائق تفهيمها ومن قصور سياساتها وإرتجالات سياسييها. 
ولحد التصادم بينها رغم أن اختلافها إختلاف تنوع لا إختلاف تضاد، واختلاف تكامل لا خلاف إقصاء :
الأمر الذي يجعلنا ننادي اليوم بالسعي لإيجاد إطار كبير للوحدة والتآزر والحوار وقبول الآخر ، مهما كثر الإختلاف.. 

وإلا ستبقى العديد من جماعاتنا مذنبة  بقوله تعالى :  كل حزب بما لديهم فرحون :الرم 32 
ومعطلة لقوله تعالى :  واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ...آل عمران 103.
وقوله سبحانه: أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه .الشورى 13.
2

فالعمل باسم الإسلام يجب أن يتحدى الغوغائية والتموقف بين المسلمين ليتوحد فقهيا وفكريا وعمليا ورسميا لعل فكره وكل فلسفاته تبرزمتماسكة لا متضاربة :
يفسق بها المتفيقه العالم..
 ويعتقل باسمها الأمير الفقيه..
 ويكفر فيها الفقيه المفكر ..
ويغبن فيها الفيلسوف العابد ..
ويهين فيها الأمي المثقف....
حتى أصبحت دعوة بعض جماعاتنا دعوة لكل بؤر الجهالة والتخلف والرجعية وتبديع كل مظاهرنا الحضارية.. 
بل وتهميش تراثنا بشتى مشاربه وأشكاله وآدابه ..
وكأن إسلامنا مجرد شكليات، لا  جواهر لها ...
أو كأن الإختلاف لا فقه ولا ضوابط له..ولا إطار يوحده بكل علمية.. 
 وبين كل المسلمين لا الإسلاميين فقط.؟؟؟ ..
3

وهذا الشتات الحركي من أكبر ذنوبنا: 
هاته الذنوب التي أدت لحد التناحر بين جل حركاتنا ..
مما جعل الآخر يأخذ صورته المغلوطة عنا كمسلمين ..
وتماما كما يرسمها أعداؤنا.
وذلك لنذرة النمودج الحق لنا ونحن نستاء من الرجعية مرة.. ومن الميوع أخرى.. ومن البلادة مرة ..ومن الزيغ أخرى ..ومن التنطع مرة ..ومن اللامبالاة أخرى ..
ومن التسلفية ولا أقول السلفية الحقة ..
ومن الإسلاموية كلها ..
وحتى من التصوفيات ولا أقول التصوف السني الحق .. 
4
حتى أصبح العديد من المسلمين يعادون ـ وبمعنى الكلمة ـ كل الإسلاميين.. 
ودون تمييز.. 
وجعل السواد الأعظم من المسلمين لايفهمنا كإسلاميين، ولا يثق أيضا في قدراتنا كمصلحين ..
فنحن نفتقد نمودج المسلم الحر السليم من كل العقد النفسية والفكرية والقلبية.. 

والمومن الأصيل والمعاصرالذي دونه لن يكون هناك معنى للمسلم الحضاري كبديل :
5

فالإسلام دين العلم والتعلم : قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون . الزمر 9
ودين الوحدة والتآخي :  واذكرو ا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا . آل عمران 103
ودين الحلم والتسامح :والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس . آل عمران 134
ودين الحكمة :  ومن يوت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا . البقرة 269

ودين القوة :  وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة . الأنفال 60
ودين  كل الصفات الكريمة.. 

ودين كل التوازنات والموازنات الحكيمة التي ترفع الدكر حتى كمال رجولته ، وتسمو بالأنثى لأعلى مراقي مروءتها..
لتجعل من المحسن فينا إنسانا كاملا بولاية الله تعالى له ، وبولايته لله.
ولتسمو بكل المجتمعات كما رفعتنا من جاهليتنا الرعناء حتى سماوات كل الرقي وكل التحضر الإسلامي..
عكس واقعنا تماما.. :
6
فكيف ندعي الإسلام الحضاري وهذا حالنا ؟ 
وكيف ندعي الحضارة ومجتمعاتنا  تعاني من ملايين الأميين الذين لم يطبقوا بعد أول آيات قرآننا: اقرأباسم ربك الذي خلق  إقرآ 1؟
وكيف والمتعلمون منا يتعلمون للوظائف لا عبادة ..؟
وكيف وبعضنا يشرق وبعضنا يغرب ؟:
وكيف ومعظمنا في شرود حضاري مبين...............................؟؟؟
إنها والله لفتنة جعلت فينا الحكيم  حيرانا كما أخبر عن ذلك رسولنا الأكرم صلوات الله عليه.
7
وفي فقرة: 

لنا مسار واحد للوحدة :
قضاء علمانيينا على علمويتهم : بالإيمان بالقرآن كله وبالسنة كلها بكل علمية وتدرج عملي :
وقضاء الإسلاميين على تسلفهم الزائد وعلى رجعية بعضهم وكل إسلاموياتهم..
لأن وحدتنا في ثلاث كلمات : العلمية العملية، والمبدئية.
أما حاليا فأزماتنا تخنق كل الأرواح والعقول والقلوب والنفوس الزكية بعفوناتها.. 

ولكننا وبالرغم  من كل هذا التدني المتلف:
مومنون بأن الإسلام بشرى المستقبل :
وكسلام متدافع أولا ..
ثم كجهاد مهدوي أكيد...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق