باسم الله الرحمان الرحيم النور
والصلاة على النور محمد
وآله وصحبه أنوار الهدى والرشاد:
1
إن
أمة في حجم أمتنا الإسلامية ـ التي تملك كل مقومات العالمية والإنسانية ـ
لا يحق لحضارتها المتميزة، والشاملة لكل حسنات الحضارات البشرية ، إلا أن
تقود العالم كله نحو خير الإنسانية جمعاء ..لكن أمام هاته الغاية الفاضلة عـقبات كثيرة توجب التصادم مرة، والتعايش أخرى: في الإطار الأكبر لسنة التدافع الطـبيعية، والثابتة أيضا علميا في كل عوالم الحيوانات ، وفي قرآنيا المشير لتدافع الحق وكل الخيرمن جهة.. والباطل وكل أنواع الشرور ، والمجملة في قوله تعالى : { ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض}.. البقرة 251
فالتدافع إذن سنة طبيعية، وقاعدة علمية، وعقيدة قرآنية لا يمكن تماما نفيها لأهل الحق والخير مادامت هناك بواطل وشرور وأعداء يتربصون بالحق وأهله كل الدوائر ...
ولولا المناعة الحضارية الإسلامية التي ورثتها أمتنا عن السلف الصالح لأملى علينا الواقع إنهزامات أكبر..
وفي كل المجالات أمام خصومنا وأعدائنا معا، والذين وراءهم جميعا الصهاينة الماسونيين البوهيميين ، وكل عبدة الشيطان :
أبالسة كل مآسينا، إلى جانب كل متربص بالإسلام وشعوبه كل الدوائر ..
2
فالسنة إذن تدافع يتقوى لحد التعايش باسم المصلحة حينا ..
ثم عزيمة تعلو حتى الجهاد باسم الدين ومبادئه وعقيدته وأمته حينا آخر..
وبكل قوة..
لكن وبكل حكمة وبكل رحمة وقدسية. ودون أي تهور .. كما هو الإصلاح الإسلامي الفقهي الحكيم ..
لكن تبقى الحافة المرسومة اليوم بين المسلمين والإسلام أولا، وبين القوانين الوضعية والشريعة الإسلامية ثانيا ، ثم بين المسلمين والإسلاميين ثالتا :
حافة يزداد عرضها وينقص حسب وعينا كمسلمين بثراء بديلنا، وحسب قدرات المذهبية الإسلامية على هذا التدافع :
لعلنا نتجاوز كل أمراضنا قبل عورات المذهبيات المسيطرة ، وعلى عرشها كل تيارات الليبرالية وما انبثق عنها من إيديولوجيات متوحشة ، وعلوم إنسانية حاولت ولا زالت تسعى لتقديم نمودجها كأسلوب كامل وشامل لكل مناحي الحياة الإنسانية ..:
مهمشة لكل القيم الفاضلة لنا كمسلمين وكأمة رسالة.
3
ولقد نجحت في فرض سيطرتها على معظم السياسات الرسمية والشعبية داخل مجتمعاتنا «
الإسلامية »، وكذا هيمنتها على كل المنظمات الدولية.. بل وكل السياسات العالمية، عبر حكومتها البوهيمية الخفية.والتي أصبحت تنفي كل منطـق إسلامي مهما كان رزينا ، ليزيد شتاتنا خلافا وانهزاما أمام كل ديبلوماسيات العدو الصهيوني ..
والذي لايرضى لنا إلا التبعية له بكل هامشية..
بل ويسعى جاهدا لوءد كل جواهر إسلامنا على الأقل ، لعجزه على إفنائه بالكلية رغم حلمه المتوحش بهذا ..
والهدف هو صهينة العالم باسم تغريبه كماتخطط إسرائيل..وتغريبه باسم شيطنته كماتفرض أمريكا وكل الغرب.
4
لكن و بحمد الله:
ليس الداء سرطانيا ،وبالإمكان استئصاله..
وليس المصاب في الحدة التي تقنعنا بأن الأمة انهارت بكل مقوماتها وقيمها :
فتلك نظرة تشاؤم تناقض حتى البسملة كشعار لتفاؤل المسلم بكل رحمات الله مهما ضاق الخناق ومهما تعسرت الخطوب .: ف: لاتدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ...الطلاق 1
فشعوبنا لازالت تملك كل مناعاتها وقدراتها على أي تدافع مهما كانت سطوته وقوته ، ومهما مزقنا شر ممزق، شرط الإيمان الكامل بأن البديل الإسلامي وحده المجدد والمؤطر لقيادة الإنسانية نحو خيرات الله سبحانه وتعالى..
وبكل تفتح على ما حق في كل المذاهب كما هو الإسلام الذي ينادي بكل خير وبكل حق وبكل عدل.. وبكل حكمة، وأنى يكن مشربها ..
وهذا يستعصي على المذاهب المسيطرة ،والتي لاتسعى إلا لأطماعها وهيمنتها ، بما في ذلك قوميتنا العربية بكل تشريعاتها وكل مرامي فلسفاتها إذا ما ظلت بعيدة عن المنطق الإسلامي ...
5
القومية التي وإن كانت أساسا
متينا للأمة المسلمة ، فليست بممثلة لكل المسلمين..فنحن كعرب لا يفوق عددنا أربعة مائة مليون نسمة ، بينما عددنا كمسلمين ملياري مسلم تقريبا ..
لكننا وللأسف غثاء كغثاء السيل كما عبر عن هذا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام. وذلك لإبتعادنا عن جواهر الإسلام مهما تباهينا بشكلياته.
فبالإسلام وحده.. وليس بالمسلمين وحدهم :
ستحدد معالم نهضتنا الحضارية البديلة..
والمذهبية الإسلامية بدأت ورغم جنينيتها وأمراض حركاتها في تحقيق المكاسب الأولى نحو هذا البديل الأرشد، والذي يملي علينا التبصر برشد لتحقيق رشادنا أولا بعلم وفقه متينين ،وبتربية حقا حضارية .. قبل إصلاحنا للآخرين..
وليس بشعارات فضفاضة ولا تموقفات عمياء ، كما حال بعض جماعاتنا الغارقة في مستنقعات التنطع والرجعية وكل مظاهر التخلف ..
والتي تزرع الحماس الزائد ، والإندفاع الفاتن ، والتهورات اللامسؤولة التي أودت بهزائم نكراء لنا أمام العدو وكل الخصوم .. رغم مصداقية كل قضايانا..
وذلك للإعتماد فقط على الموقف والشعار ، وعلى الإنفعال ، ورد الفعل المتهور، دون أي إلتزام بشروط الجهاد الشامل ، وبكل مفهومه الإسلامي..
وبالتالي دون أخذ بأسباب النصر المسنونة دينيا وعلميا وميدانيا..
ولهذا فلا نصر إلا بإمتثال قوله تعالى : إن تنصروا الله ينصركم محمد 7
صدق الله العظيم